البجاحة في الكذب…
في نوع قذر من الكذب مش اللي بيزوّر الحقيقة،
ولا اللي بيخبي منها حتة
ده النوع اللي بيقدّم لك الحقيقة ملفوفة في سُمّ،
بنبرة هادية وتوقيت محسوب
عشان تدخل عليك، وتضربك في ضهرك وانت مبتسم.
الكذب مبقاش مجرد جملة غلط او ادعاء كلام محصلش
الكذب بقى “نية”…
نية إنك تضلّل وإنك تسيب الناس تصدق حاجة مش حقيقية
وأنت عارف ومتعمّد و مش مهتم ده ممكن يأذيهم ازاي
وساعات، المصيبة مش في الكذاب،
المصيبة في اللي بيحب الكذاب و يدافع عنه
لان عقله مش عاوز يصدق حقيقه انه بيكذب
اللي مش بيستحمل فكرة إن اللي بيربيه، أو يثق فيه،
ممكن يكدب عليه.
زي الأب اللي شايف في ابنه “النور اللي ما يطفيش”
بس الابن طافيه من سنين
واقف قدام أبوه بيحلف بكل الأديان
وعينه فيها دمعة .. ملاك .. وقلبه مفيهوش ذرة وجع.
الولد اللي بيوهم اهله: “أنا زي ما ربيتوني”
وهو في الحقيقة بيعمل عكس كل حاجة اتربّى عليها.
ده لو كان اتربي أصلا
ده مش كدب…ده خيانة ناعمة…
ومش بس الأولاد…
أقرب صاحب الانتيم
اللي تقول عليه “ده عشرة سنين”،
ممكن يبقى ممثل بارع…
يكدب وانت عايز تصدقه
بس مش عشان هو مقنع…
عشان انت مش قادر تتحمل تكشفه.
بس المصيبة الحقيقية لما الكذب يتكشف… انكشاف فاضح بالصوت و الصوره و الشهود لا ينكره اعمي ..
وتتوقع لحظة ندم، أو حتى صمت…
لكن تلاقي وش مرفوع، وصوت عالي،
وكأنك أنت الغلطان لأنه اتفضح ..
انت الغلطان لانك مبقتش حمار بعد اليوم
المرحلة دي؟
دي مش كذب عادي
دي بجاحة في الكذب…
وتستاهل تخلي كل حد يشوف بعينيه
إن أحيانًا اللي بنحبهم .. هم أكتر ناس بتوجعنا.
احمد غنيم
لا تعليق