كل سنة مع قرب معاد الامتحان .. تفكر ازاي تعدي الامتحان، ازاي تجيب شهادة، ازاي تنجح… بس عمرك سألت نفسك: “هو أنا بتعلم علشان أنجح؟ ولا علشان أعرف أعيش؟”
المشكلة إنك بتبذل مجهود في المذاكرة… أسابيع، وأحيانًا أيام، علشان بس ما يتقالش عليك “ساقط” وتعيد السنة. بس في الحقيقة… أنت بتعدي، وبتنجح، وبتتخرج… بس بتفشل في أهم امتحان: امتحان الحياة.
أيوه، الحياة اللي بعد الجامعة، بعد الثانوية، اللي فيها هتقف على باب شركة تقول: “أنا خريج وعايز شغل براتب محترم!”
وساعتها صاحب الشغل هيبصلك ويقولك:
“أنا هدفع لك على إيه؟ بتعرف تعمل إيه؟” 
معاك شهادة؟ جميل. بس ده كلام نظري. 
في الحقيقة… أنت ماشي في الدنيا من غير toolbox. ماشي من غير مفك من غير حتى manual.
يعني معاك
• لغة متقنها ؟ لا.
• ملتزم و عندك مسؤليه ؟ لا.
• مهارات تسويق؟ لا.
• مهارات تواصل؟ لا.
• بتعرف تحل مشاكل؟ برضو لا.
• آخر مرة طورت من نفسك؟ ممم… مش فاكر.
طب لما كل ده “لا”… عاوز مرتب كبير على إيه؟
أقولك إيه اللي مستنيك؟
شغلانات اسمها في عالم البزنس Donkey Work – لا والله مش شتيمة… ده مصطلح رسمي!
يعني شغل نمطي، ممل، بدائي، مفيهوش إبداع، مفيهوش فكرة، مفيهوش كرامة حتى.
شغل بـ10 و12 و13 ساعة يوميًا، ترجع تترمي على السرير، جسمك مكسر، ومخك مش قادر يفتكر اسمك.
بس عارف؟
حتى الهم ده… مش راضي بيك.
ليه؟
لأن الذكاء الاصطناعي جاي… وجاي ياكل كل Donkey Work في السكة.
كل مهنة فيها تكرار أو خطوات محفوظة… هتتلغي. مش هتختفي… هتتلغي.
اصل ادفع لك ليه و في اداه تعمل الشغل ده كله ٢٤ ساعه بدون و لا غلطه و ببلاش .. رأسماليه بقي
إحنا داخلين على خمس سنين، هتعيش فيهم حرب وجود…
يا إما تتطور، يا إما تنقرض.
كان زمان بيقولوا:
“من لا يتجدد… يتبدد.”
دلوقتي؟
“من لا يتجدد كل شهر… يختفي تمامًا.”
لو عاوز نصيحة …
لازم تبدأ تفكر في نفسك كـ”تطبيق” على موبايل:
بعد شهر واحد… التطبيق بيطلب update.
وانت؟
بقالك سنين شغال بنفس النسخة اللي نزلت بيها من اعدادي !
عقلك، مهاراتك، شخصيتك… لازم يتعمل لهم تحديث شهري علشان تواكب كوكب بيجري بسرعات مجنونة. 
يعني لما تاخد كورس سوشيال ميديا مدته ٣ شهور…
المعلومة اللي خدتَها في الأسبوع الأول، بتكون بقت “قديمه وتقليدية” قبل ما توصل للأسبوع الأخير.
إنت مشكلتك مش في امتحانات الثانوية العامة…
ولا في مواعيد جدول المحاضرات… و لا midterm
مشكلتك إنك فاكر إن دي “الحياة”.
بينما الحقيقة إن ده التمهيد بس…
النسخة التجريبية من لعبة اسمها: النجاة في العالم الحقيقي.
خد بالك…
مش عاوز أحبطك، بس لازم أصحيك.
الحق نفسك قبل ما يبقى فات الوقت.
ابدأ دلوقتي… مش بكرة.
اتعلم مهارة، خد كورس، التزم بمواعيدك، طور نفسك، اتعلم إنجليزي، اتعلم Excel، افهم تسويق، ابني نفسك. و اعمل ده life style مش يومين و السلام
لإنك في وسط زحمة…
والزحمة دي مش هتلاحظك إلا لو كنت مختلف.
والمختلف… مش اللي جاب مجموع كبير،
المختلف… هو اللي عنده قيمة حقيقية.
أنا قلت لك أهه… ودي رسالتي ليك.
افهمها… واشتغل على نفسك.
قبل ما الحياة تقولك: “يا ساقط” بصوت أوضح بكتير من اللي خايف تسمعه من ابوك او امك لو منجحتش في امتحان مدرسة
احمد غنيم
لا تعليق